الدّعْوَة إِلى الله أحسن كلمة تُقال في الأرض ، و تصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ... و إن النهوض بواجب الدعوة أمر شاق و لكنه شأن عظيم ...
قرأ الإمام الحسن البصري هذه الآية و قال : ( هو المؤمن أجاب الله في دعوته ، و دعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته ، و عمل صالحا في إجابته . فهذا حبيب الله . و هذا ولي الله )
يقول ابن القيم رحمه الله : ( مقام الدعوة إلى الله أشرف مقامات التعبد ) ..
يالله يا له من أجر عظيم و فضل كبير ...
عن أبي أمامة الباهلي .. رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله و ملائكته و أهل السموات و الأرض ، حتى النملة في جحرها و حتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير "
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله "
ععن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحيف من منى فقال : " نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " .
يقول النبي صلى الله عليه و سلم .. ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من حمر النعم ).
من نعم الله علينا أن جعل لنا سُبل الدعوة كثيرة .. .. عملٌ قليل ... و أجر عظيم ..
و من أيسر الطرق ... و أقرب السبل .. * النقــــــال * فهلاّ .. استفدنا ؟؟ و لباب الخير طرقنا ؟؟
* رسالة جوال * كم هي تكلفتها ؟؟ رسالة ...... أورثت علما .....و أحيت سنة ..
رسالة....أثرت في نفس المرسل .. فأصلحت .. و علمت .. و واست .. و أدخلت سرورا .. و أيقظت همة .. و أنارت ظُلمة ..
و كتب الله بها الأجر .. بإذن الله ..
قد يريد الإنسان الخير .. لكنه يخطئ الطريق .. تنبيهات على بعض رسائل الجوال .. فانتبهي من الوقوع في مثل هذه الأخطاء ..من كلام الشيخ المنجد حفظه الله ..( من غير تصرف ) ..
1- إحراج المرسل إليه بأمور غير شرعية ( أقسمت عليك بالله ، سألتك بالله ترسلها لعشرة ، أمانة في ذمتك إلى يوم القيامة ) و هذا الأمر غير شرعي على الإطلاق ، و الذي عنده علم يعلم أنه لا يلزمه إلا ما أُلزم به شرعا..
2- أو ( أرسلها لعشرة أشخاص و ستسمع خبرا يسرك بإذن الله ) ثم يكتب ( بجد و عن تجربة ) و فيه تحديد للأرقام ... مرة خمسة و مرة سبعة لم هذا التخصيص ؟؟ و ستسمع خبر يسرك ؟؟ طيب ماهو ؟ هل يقصد مثلا الأجر في الآخرة .. طيب وضح .. و اكتب ( انشر هذه السنة تؤجر إلي يوم القيامة ) ..
3- بعض الأحيان هناك جزم للشخص بالأجر و لا يعلم ثبوت الأجر إلا الله سبحانه وتعالى .. الأجور الموجودة على الأعمال هذا وعد من الله لمن انطبقت عليه شروط تحصيل الأجر .. ( كالإخلاص و المتابعة و غيرها ) إيش عرفك أنت أنها الآن تثبت له حسنة ، هل اطلعت على ما كتبته الملائكة ؟ ثم إن الأجور تختلف و تتضاعف و لا يعلم بهذه المضاعفات إلا الله سبحانه الذي يأمر الملائكة بالكتابة .. و إنما أُتي كثير من الناس من جهلهم .. 4- كذلك يتفاعل بعض الناس مع الأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، و ينسبون إلى النبي صلى الله عليه و سلم أشياء لا يعلمون صحتها ، و هذا لا يجوز فعله أبدا .. فلا يجوز أن تنسب إلى النبي صلى الله عليه و سلم حديثا لا تعرف صحته فضلا عن أن تنسب له حديثا ضعيفا أو موضوعا !!! إذا تعرف ضعفه أو أنه موضوع كيف تجزم بنسبته إليه ؟؟ و إذا لم تكن تعرف مصيبة أيضا ..
5- بعض الرسائل تحتوي على تعدي على حقوق الأنبياء و أشياء لا تجوز شرعا .. ( أسأل الله لك صبرا كصبر أيوب ، و ملكا كملك سليمان ، و نور كنور أبي بكر ، و قوة في الحق كقوة عمر !! ) نتكلم عن من نحن ؟؟ نتكلم أنبياء و كبار الصحابة !! من الذي يصل إلى رتبهم أصلا ؟ و سليمان عليه السلام قال : ( هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ) و هذا يقول أسأل الله لك غنى كغنى سليمان .. فيرسلون رسائل فيها سؤال الله أشياء لا تجوز شرعا و محرمة ، محال مثلا .. شيء لنبي لا يكون لأحد من البشر مثلا ... و لذلك لا بد من التعلم ...
6- أحيانا يخاطب الشخص المرسول إليه بخطاب قطعا فيه غلو ... و لا يجوز أن يخاطب به .. مثل : يا أكرم الخلق أو يا خير الناس .. و من الذي يعلم الخيرية .. و من الذي يطلع على القلوب .. ( الله أعلم بمن اتقى ).
7- الكذب : أما إذا كان كلام دخل في قضية الكذب ، فإن الكذب في رسائل الجوال كثير .. و قد يكون كذب بالإيقاع بين الناس ، و قد يكون كذب لتشويه سمعة الأشخاص .. و قد يكون كذبا للإضحاك ( ويل للذي يحدث بحديث ليُضحك به القوم فيكذب .. ويل له ويل له ) رواه الترمذي و هو حديث حسن ...
" و في الأمل سر لطيف ، لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش ، و لا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا ، و إنما المذموم منه الاسترسال فيه ، و عدم الاستعداد لأمر الآخرة ، فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته "
( من يعمل سوءا يجز به ) النساء : 123
ربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله .. فظن أن لاعقوبة ، وغفلته عما عوقب به عقوبة !!
وربما كان العقاب العاجل معنوياً..
كما روي أن بعض أحبار بني إسرائيل قال : يارب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟؟
فقيل له : كم أعاقبك وأنت لاتدري ؟؟ أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي ؟؟
[ ابن الجوزي ] ج.تدبر 81800
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" من أحب تصفية الأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال
( و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا )
و من سره أن تدوم له العافية فليتق الله عز و حل "
الحقيقة !! أن الحياة لاتخلو من المنغصات.. لكن الإنسان الذكي !! يستطيع أن يحول هذه المنغصات إلى عوامل تساعده على النهوض من جديد.. وتحقيق إيجابيات رائعة في حياته.. وهكذا هو حال المؤمن ..
كل الناس تفتر .. و كل الناس يُصيبها الوهن ..
إلا الداعي إلى الله .. لأنه يحمل هم الأمة كلها على عاتقه ..